اعداد أخيكم / أشرف سالم  المحب لكم   فى  الله
“إن كلماتنا تبقى كالعرائس الجامدة ..فإذا متنا من أجلها دبت فيها الحياة”

الاثنين، 15 فبراير 2010

قرآن

رحلة مع القرآن

· الجزء الأول :

1- آية 21 : أمر من الله تعالى لعباده أن يعبدوا ربهم الذى خلقهم وخلق الناس جميعا ، ومن أدلة كونه ربا أنه خلق الأرض وجعلها فراشا وكذلك خلق السماء وجعلها بناء وأنزل الماء فأنبت به الثمار ، فكيف نجعل لهذا الخالق من شبيه أو نظير.

2- آية 23 : تحدى من الله تعالى لعباده الذين ينكرون ألوهيته ويشككون فى قرآنه تعالى الذى نزله على محمد ، فيتحداهم الله طالبا منهم أن يأتوا ولو بسورة واحدة من مثله ، ثم يتحداهم أيضا بأنهم لم يفعلوا ذلك ولن يستطيعوا فعل ذلك أبدا ، فهم تحد فى الماضى وفى الحاضر وفى المستقبل.

3- آية 28 : يستنكر الله جل وعلا على عباده أن يكفروا به وهو الذى أحياهم من بعد موتهم ثم أماتهم ثم يحييهم مرة أخرى للعرض والحساب ، فكيف يكفرون به سبحانه؟.

4- آية 30 : تتناول الايات خلق ادم وحوار الله مع الملائكته واثبات الله لهم أنهم لا يعلمون الغيب بل هو سبحانه الذى يعلم السر وأخفى ، ثم عصيان الشيطان واستكباره ورفضه السجود لآدم عليه السلام ، ثم اغوائه لآدم وحواء تزيين المعصية لهما وهى الأكل من الشجرة التى نهاهم ربها عن الأكل منها ، ثم توبة الله جل وعلى عليهم.

خاطرة :لن تتوب من ذنبك الا اذا أراد الله تعالى ذلك " فتلقى ادم من ربه كلام فتاب عليه" ، فالله تعالى هو الذى يرزقك التوبة وأسبابها وطريقتها ثم يتوب عليك وهو التواب الرحيم " قالا ربنا ظلمنا أنفسنا وان لم تغفر لنا وترحمنا لنكونن من الخاسرين".

5- آية 47 : بنى اسرائيل ونعم الله عليهم ، حيث يعدد الله نعمه عليهم فقد فضلهم على العالمين ونجاهم من فرعون ورزقهم بالأنبياء تترا ، ومع ذلك مكروا بالله وعبدوا العجل بعد ذذهاب نبيهم موسى عليه وعلى نبينا السلام لميقات ربه ، فأول صفاتهم هى الخبث والخيانة ، فبمجرد أن ذهب موسى الى لقاء الله تعالى خانوه وعبدوا العجل ورغم مغفرة الله تعالى لهم الا أنهم لم يقفوا عند هذا الحد ، بل تواترت المكائد والمآمرات وبدأت صفات المادية تنتج فيهم فقالوا لنبيهم موسى " لن نؤمن لك حتى نرى الله جهرة" فهم لا يؤمنوا الا بما يرون ، وأخذتهم صاعقة من عند ربهم جل وعلا وأحياهم الله مرة أخرى ، ومع ذلك لم ينتهى مكرهم فقد طمعوا فى المزيد من الخير وطلبوا المزيد من الأطعمة فقالوا " لن نصبر على طعام واحد" ، وساعتها غضب الله تعالى عليهم وضرب عليهم الذلة والمسكنة لأنهم كفروا بأنعم الله تعالى وقتلوا أنبياءه واستكبروا على خلقه ، ولا زالت فيهم هذه الصفات حتى الآن " المكر والخيانة وحب الدنيا وكراهية الموت والكبر على الخلق والمكر على الله والقتل".

6- آية 65 : لايزال المسلسل مستمرا وتوالت المؤامرات من بنى اسرائيل ، فقد خدعوا الله تعالى واصطادوا يوم السبت رغم أن الله تعالى أمرهم بعد الصيد فيه الا أنهم أرادوا أن يخدعوا الله تبارك وتعالى فوضعوا شباكهم يوم الجمعه وأخرجوها يوم الأحد ليضحكوا على الله تعالى فمسخهم الله تعالى وحولهم الى قردة وخنازير.

خاطرة : من أعظم الذنوب التى يرتكبها العبد أن يحاول خداع الله تبارك وتعالى، فبنى اسرائيل مثلا رغم أنهم عبدوا العجل من دون الله وقتلوا أنبياءه واستكبروا على الله وفعلوا الكثير من الذنوب والمعاصى ومع ذلك غفر الله لهم ذلك ولما أرادوا أن يمكروا بالله ويخدعوه حولهم الله قردة وخنازير.

خاطرة : قال رسول الله :" ان هذا الدين متين فأوغلوا فيه برفق ، فانه لن يشاد الدين أحد الا غلبه" ، فلا تشدد فى الدين حتى لا يشدد الله عليك ، فبنو اسرائيل هم الذين طلبوا من نبيهم موسى أن يجعل الله لهم يوما للعبادة فقط ولا يصطادون فيه ، فلما فرض الله عليهم ذلك لم يستطيعوا تحمله وعصوا ربهم واصطادوا مثلهم مثل النصارى الذين قال الله عنهم" ورهبانية ابتدعوها ما كتبناها عليهم الا ابتغاء رضوان الله فما رعوها حق رعايتها".

7- آية 67 : استمرار للحوار بين موسى وقومه واستمرا تعدد مساوئ بنى اسرائيلحيث أمرهم الله بذبح بقرة فشددوا على أنفسهم مرة أخرى ورفضوا الطاعة المطلقة وأخذوا يماطلون ويشدد الله عليهم ويطلبون المزيد من صفات البقرة ، وزادوا من سوء أدبهم مع الله تعالى حيث قالوا لموسى " ادع لنا ربك" وكأن الله هو رب موسى وليس ربهم هم أيضا ،وحتى لما ذبحوها قال الله عنهم " وما كادوا يفعلون".

8- آية 74 : وصف الله تعالى بنى اسرائيل بقسوة القلب بل ويقول أن قلوبهم كالحجارة أو أشد قسوة فالحجارة قد يتفجر منها الأنهار أو يخرج منها الماء أو تهبط من خشية الله ، أما بنو اسرائيل فليس فيهم ذلك.

9- آية 83 : أخذ الله الميثاق على بنى اسرائيل أن يعبدوا الله ولا يشركوا بالله شيئا وألا يسفكوا دماء بعضهم وألا يخرجوا بعضهم من ديارهم ، وارسل الله لم الرسل من موسى وحتى عيسى عليهما السلام ، فكذبوا بعضهم وأسروا بعضهم وقتلوا البعض الآخر بل وازداد كبرهم بأن يسمعوا جيدا كلام الله ثم يقولون سمعنا وأطعنا.

10- آية 97 : انفرد بنو اسرائيل عن غيرهم من البشر بكرههم لجبريل عليه السلام حيث كان ينزل عليهم بالأوامر والنواهى من عند الله تعالى فيدافع الله عنه قائلا أن من يعادى جبريل فهو يعادى الله والله عدو له ولجميع الكافرين.

11- آية 100 : من صفات بنى اسرائيل قديما وحديثا " نقض العهود" فهم متخصصون فى ذلك ويقر الله تعالى ذلك فكلما عاهدوا عهدا نبذه فريق منهم.

خاطرة : هل لازلنا مع كل ذلك نجرى وراء وعود اليهود المزعومة ، ان كانوا أخلفوا وعدهم مع رب الأرض والسماء ومع الرسل والأنبياء ، فهل يوفون بعهدهم مع القادة والزعماء؟!!.

12- آية 109 : يخبرنا الله عز وجل أن حربنا مع الكفار هى حرب عقيدة وليست حرب أرض وحدود ، فهم لا يودوا الا اخراجنا من ديننا ويردونا كفارا بعد أن هدانا الله للايمان وذلك حسدا من الخيرالذى بين أيدينا ولو عقلوا لانضموا الى كتيبتنا ودخلوا فى ديننا ونالوا من خيرنا.

13- آية 114 : يتحدث الله عن بنى اسرائيل مرة أخرى وعلى من نهج نهجهم فان أكثر الناس ظلما هو من يمنع ذكر الله فى مساجد الله جل وعلا ، وحتى متى يمنع الدعاة من العوة الى الله فى مساجد الله بدواعى أمنية أو غيرها من الدواعى ، وجزاء ذلك هو الخزى فى الدنيا والعذاب الأليم فى الآخرة.

14- آية 120: يقر الله ما قاله فى آية 109 بأن اليهود والنصارى لا يريدون الا اخراجنا من ديننا ولا يرضون منا الا بذلك ، ولكن هيهات هيها ، فهدى الله هو الهدى ودين الله هو الدين ، نسأل الله أن يثبتنا على ذلك.

15- آية 123: ينتقل بنا رب العالمين إلى نبى الله ابراهيم الخليل الذى أطاع ربه وائتمر بأوامره وانتهى بنواهيه وطلب من ربه أن يجعل من ذريته أئمة فوعده الله بأن يجعل ذلك ولكن للئمنين به فقط فقال " لا ينال عهدى الظالمين" ودعا أيضا أن يجعل مكة بلدا آمنا وقد بنى ابراهيم واسماعيل البيت الحرام وتقبل الله منهما جهدهما وسألوه ان يجعل من ذريتهما نبيا يهدى الله به الأمة وهو نبينا محمد صلى الله عليه وسلم.

16- آية 133: الوداع الأخير ليعقوب عليه السلام وهو يودع أبناءه سائلا ماذا سيعبدون من بعده فطمأنوه وأخبروه بأنهم سيعبدون الاهه والاه آبائه ، ولذلك ينبغى علينا أن نعرف ماذا سيعبد أبناؤنا فهم سيعبدون ما نعبد.

---------------------------------------------------------------------------------------

الجمعة، 12 فبراير 2010

الجند الغالب

مدح الله تعالى أصحاب الصفات الخمسة و أثنى عليهم، و سماهم
بالمؤمنين حقا ، فحقت محبته لهم، و حقت نصرتهم
و استجابة دعواتهم، كما ورد في الآية الكريمة:
*أُوْلَئِكَ هُمُ الْمُؤْمِنُونَ حَقًّا لَّهُمْ دَرَجَاتٌ عِندَ رَبِّهِمْ وَمَغْفِرَةٌ وَرِزْقٌ كَرِيمٌ *
درجات استحقوها بما قدمت أيديهم ، فتميزوا و علوا بها على الخلق،
و كانوا من جند الله الغالبين ، لا يرهقهم عدو و لا تستضعفهم عصبة .
أحسنوا لأنفسهم فأحسن الله إليهم أ وزكى قلوبهم و تقبل أعمالهم ،
فكانوا على مر العصور مصابيح هداية ، و منابر من نور،
وجب أن يقتدي بهم المسلمون، و يسيروا على دربهم،
ليلقوا ذات الدعم و النصر من عند المولى عز و جل.
هذه الآيات التي جاءت في سياق الحديث عن الحرب و الكر و الفر،
تضم مجموعة من الصفات لا يليق بالمؤمن الذي يرجو النصر
أن يتخلى عنها، او يحيد عنها قيد أنملة .
و كما أشرنا في بداية الموضوع، هناك خصال أخرى
وجب التحلي بها من طرف المؤمنين ، و التي جاءت في بداية
سورة الأنفال ، حيث يقول الله تعالى:
* فَاتَّقُواْ اللّهَ وَأَصْلِحُواْ ذَاتَ بِيْنِكُمْ
وَأَطِيعُواْ اللّهَ وَرَسُولَهُ إِن كُنتُم مُّؤْمِنِينَ *
1- تقوى الله
2-إصلاح ذات البين.
3- طاعة لله و للرسول
صلى الله عليه و سلم.

و بحول الله ستكون لنا وقفة
مع تلك الخصال في القريب بحول الله و قوته .
فانتظرونا..

يقيمون الصلاة


الذين
يقيمون الصلاة

إن الصلاة بنهيها عن الفحشاء و المنكر، توثق الصلة بين العبد و ربه،
و تكون برهانا على الخضوع و الإتباع ، و إقامة الصلاة كما فرضها الله
علينا، خالية من السهو و الغفلة، توصلنا على صف المؤمنين،
لنكون قائمين لله تعالى نخلص له و نبتغي رضاه.
إن الصلاة عماد الدين ، هي ذلك الحوار الخالد الخاشع ،
الواصل ما بين السماء و الارض
تتعهد الإيمان فلا يفتر، و تبرز انقطاع العبد لمناجاة ربه،
فتكون موعدا روحانيا، و راحة نفسية، لا يجهلها إلا محروم.
المؤمنون حقا:
كانت قلوبهم متعلقة بالمساجد ، يعزيهم إخوانهم إن فاتتهم صلاة به .
و الآن عزيزي القارئ ، أصبح للمساجد مواسم تعمر فيها،
من العيد إلى العيد و من جمعة إلى أختها، و من رمضان إلى رمضان
و في ما سواها تشتكي المساجد إلى ربها، وترى الصلاة حزينة
على الناس، لما يفوتهم من الخير.
فهل يعول على أمة فقدت الحبل الذي يوصلها إلى الله، أو تكاسلت عن
الحرص على أداء الصلاة في أوقاتها؟

***
الصفة الخامسة : ومما رزقناهم ينفقون
إن المسلم حين يجل قلبه و تخضع جوارحه، يبحث عن القربات لربه ،
و يقتفي أثر العمل الصالح فيجعله زهرا يعطر به طريقه إلى الله،
و من أفضل القربات نفقة تسبقنا على الجنة و حسنة نثقل بها الميزان،
من يقدر على الإنفاق من ماله عزيزي القارئ، في مجتمع لاهث وراء
المادة ، معبوده النفط و اليورو و الدولار؟ ،
من يقرع المحتاج جيبه فيستجيب و يخرج من مال الله؟
[/b]
الصفة الرابعة : يقيمون الصلاة
إن الصلاة بنهيها عن الفحشاء و المنكر، توثق الصلة بين العبد و ربه،
و تكون برهانا على الخضوع و الإتباع ، و إقامة الصلاة كما فرضها الله
علينا، خالية من السهو و الغفلة، توصلنا على صف المؤمنين،
لنكون قائمين لله تعالى نخلص له و نبتغي رضاه.
إن الصلاة عماد الدين ، هي ذلك الحوار الخالد الخاشع ،
الواصل ما بين السماء و الارض
تتعهد الإيمان فلا يفتر، و تبرز انقطاع العبد لمناجاة ربه،
فتكون موعدا روحانيا، و راحة نفسية، لا يجهلها إلا محروم.
المؤمنون حقا:
كانت قلوبهم متعلقة بالمساجد ، يعزيهم إخوانهم إن فاتتهم صلاة به .
و الآن عزيزي القارئ ، أصبح للمساجد مواسم تعمر فيها،
من العيد إلى العيد و من جمعة إلى أختها، و من رمضان إلى رمضان
و في ما سواها تشتكي المساجد إلى ربها، وترى الصلاة حزينة
على الناس، لما يفوتهم من الخير.
فهل يعول على أمة فقدت الحبل الذي يوصلها إلى الله، أو تكاسلت عن
الحرص على أداء الصلاة في أوقاتها؟

***
الصفة الخامسة : ومما رزقناهم ينفقون
[b]إن المسلم حين يجل قلبه و تخضع جوارحه، يبحث عن القربات لربه ،
و يقتفي أثر العمل الصالح فيجعله زهرا يعطر به طريقه إلى الله،
و من أفضل القربات نفقة تسبقنا على الجنة و حسنة نثقل بها الميزان،
من يقدر على الإنفاق من ماله عزيزي القارئ، في مجتمع لاهث وراء
المادة ، معبوده النفط و اليورو و الدولار؟ ،
من يقرع المحتاج جيبه فيستجيب و يخرج من مال الله؟
المؤمنون حقا:
لقد كانوا يتسابقون و يتنافسون في النفقة، لا يحسبون حساب فاقة
و لا يخشون ضيقا و لا إملاقا، ما في جيوبهم ليس لهم ،
طلقوا الدنيا و أخرجوها من قلوبهم، فصارت مباهجها لا تغريهم ،
فجعلوها مطية على الآخرة،يحصلون فيها الأجر،
فأنفقوا مما أحبوا و بدلوا في سبيل الله، و انتصروا على شح أنفسهم
و بخل جوارحهم.
المؤمنون حقا:
هاهم تراهم يشد بعضهم بعضا، يتكافلون، و يعطي غنيهم لفقيرهم،
و يرحم قويهم ضعيفهم، لا ينام الواحد منهم و جاره جائع،
يتفقدون غائبهم، و يمشون في حوائج بعضهم البعض.
أما في زماننا، فكم من يتيم و كم من فقير؟
و كم من مشرد و كم من محروم؟
إخواننا خلف الحصار الغاشم في فلسطين، و العراق و غيرها
من بلدان الإسلام، ينام أطفالها و بطونهم تتلوى من الجوع،
و عظامهم ترتجف من البرد، يستجدون معونة من إخوانهم،
و لا تستجيب لهم إلا أفئدة قليلة ، و جيوب أقل.
فأين هم المؤمنون حقا،
الذين مما رزقهم الله ينفقون؟؟؟

اذا تليت عليهم آياته

إذا تليت عليهم آياته زادتهم إيمانا

نعم فإن الآيات تدخل قلوبهم دون حجاب معصية و لا جحود،
تتوغل في أنفسهم فتزيدهم إيمانا على إيمانهم،
فيشتد و يتقوى و يثبت.
آيات تتلى و آيات يرونها رأي العين في خلق الله،
تطهر قلوبهم و تزكي نفوسهم، و تعالج أمراض قلوبهم،
فيجنون ثمار إخلاصهم، عزة و نصرا.
كانت تتلى عليهم آيات الله، فتعمق انتمائهم، و تثبت دعائم عبوديتهم لله،
فيزيد يقينهم و يتعمق اعتقادهم ،فترفع ثقتهم بالله إلى عنان السماء،
لا تهزهها أزمات و لا كيد و لا عداوات. هي قلوب نقية و قوالب صافية
لم تمتزج بالنكث السوداء.
تملكها الخوف من عذاب الله و عقابه ، فأ نار لها الخوف دربها ،
و فتح لها الرجاء بصيرتها، فعرفت طريق النجاة و الفلاح.
فهلا تشبهنا بهاته الصفوة المنيرة ، و هلا اتبعنا طريقها و منهجها ،
و لا نكون ممن لاتزيدهم الآيات إلا بعدا، فتكون حجة عليهم لا لهم.
و بعد هدا الإيمان الراسخ، نأتي إلى الصفة الثالثة للمؤمنين حقا.
***
الصفة الثاثة: و على ربهم يتوكلون:
بعد الوجل و الخشية ،
ارتقى المؤمن بإيمانه، فعلا و زاد ،
فترفع عن طلب المخلوق ، و استغنى عنه،
لا يطمع في خير من غير الله، و لا يسأل غيره.
إن التوكل على الحي الذي لا يموت، صفة للإيمان يتكسر عندها أي ادعاء ،
و ينجلي بها كل نفاق، فالله جل و علا هو اغنى الأغنياء عن الشرك،
و المؤمن المتوكل على الله يعلم ما وهب الله فيه من مواهب،
و يثق بعون الله و دعمه، فيستنفد الأسباب، و ينتظر التوفيق من رب العباد.
و من أقوال السلف في التوكل:
--قال الحسن:
إن من توكل العبد أن يكون الله هو ثقته
--الإمام أحمد:
هو قطع الاستشراف بالإياس من الخلق ،
وقال:
.. وجملة التوكل تفويض الأمر إلى الله جل ثناؤه والثقة به.
و قد ورد تقسيم لدرجات التوكل فجاءت كما يلي:
1 - توكلٌ العبد على الله في استقامة نفسه وإصلاحها دون النظر إلى
غيره.
[/b]
الصفة الثانية: إذا تليت عليهم آياته زادتهم إيمانا

نعم فإن الآيات تدخل قلوبهم دون حجاب معصية و لا جحود،
تتوغل في أنفسهم فتزيدهم إيمانا على إيمانهم،
فيشتد و يتقوى و يثبت.
آيات تتلى و آيات يرونها رأي العين في خلق الله،
تطهر قلوبهم و تزكي نفوسهم، و تعالج أمراض قلوبهم،
فيجنون ثمار إخلاصهم، عزة و نصرا.
كانت تتلى عليهم آيات الله، فتعمق انتمائهم، و تثبت دعائم عبوديتهم لله،
فيزيد يقينهم و يتعمق اعتقادهم ،فترفع ثقتهم بالله إلى عنان السماء،
لا تهزهها أزمات و لا كيد و لا عداوات. هي قلوب نقية و قوالب صافية
لم تمتزج بالنكث السوداء.
تملكها الخوف من عذاب الله و عقابه ، فأ نار لها الخوف دربها ،
و فتح لها الرجاء بصيرتها، فعرفت طريق النجاة و الفلاح.
فهلا تشبهنا بهاته الصفوة المنيرة ، و هلا اتبعنا طريقها و منهجها ،
و لا نكون ممن لاتزيدهم الآيات إلا بعدا، فتكون حجة عليهم لا لهم.
و بعد هدا الإيمان الراسخ، نأتي إلى الصفة الثالثة للمؤمنين حقا.
***
الصفة الثاثة: و على ربهم يتوكلون:

بعد الوجل و الخشية ،
ارتقى المؤمن بإيمانه، فعلا و زاد ،
فترفع عن طلب المخلوق ، و استغنى عنه،
لا يطمع في خير من غير الله، و لا يسأل غيره.
إن التوكل على الحي الذي لا يموت، صفة للإيمان يتكسر عندها أي ادعاء ،
و ينجلي بها كل نفاق، فالله جل و علا هو اغنى الأغنياء عن الشرك،
و المؤمن المتوكل على الله يعلم ما وهب الله فيه من مواهب،
و يثق بعون الله و دعمه، فيستنفد الأسباب، و ينتظر التوفيق من رب العباد.
و من أقوال السلف في التوكل:
--قال الحسن:
إن من توكل العبد أن يكون الله هو ثقته
--الإمام أحمد:
هو قطع الاستشراف بالإياس من الخلق ،
وقال:
.. وجملة التوكل تفويض الأمر إلى الله جل ثناؤه والثقة به.
و قد ورد تقسيم لدرجات التوكل فجاءت كما يلي:
1 - توكلٌ العبد على الله في استقامة نفسه وإصلاحها دون النظر إلى
غيره.
2 - توكلٌ العبد على الله في استقامة نفسه ، وكذلك في إقامة دين الله
في الأرض ونصره وإزالة الضلال عن عبيده وهدايتهم،
والسعي في مصالحهم ودفع فساد المفسدين ورفعه،
والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر.

3 - توكلٌ على الله في جلب حوائج العبد، وحظوظه الدنيوية،
كالرزق والزواج والذرية والعافية والانتصار على العدو الظالم
أو دفع مكروهاته ومصائبه الدنيوية.
فأين نحن من هاته الصفة ؟
ألا ترى عزيزي القارئ كم سادت علامات الشرك و أماراته ،
توسل بالقبور ، ورجاء في قضاء الحوائج عند الاولياء،
و انتظار الفرج من العبد...كم يصبر ربنا تعالى علينا ،
كم يغفر و يعفو..أولا يستحق منا ربنا المعبود أن نفرده بالطلب ،
و لا نرجو سواه، و هو صاحب الخزائن و كل شيء تحت إمرته،
يقول للشيء كن في يكون ، أو نطمع في بشر مثلنا و ننسى خالق البشر؟
متى نكون من المؤمنين حقا؟

صفات الجند الغالبين


صفات الجند الغالبين - نقطة البداية
يقول المولى عز و جل :
* إِنَّمَا الْمُؤْمِنُونَ الَّذِينَ إِذَا ذُكِرَ اللّهُ وَجِلَتْ قُلُوبُهُمْ
وَإِذَا تُلِيَتْ عَلَيْهِمْ آيَاتُهُ زَادَتْهُمْ إِيمَانًا
وَعَلَى رَبِّهِمْ يَتَوَكَّلُونَ
الَّذِينَ يُقِيمُونَ الصَّلاَةَ وَمِمَّا رَزَقْنَاهُمْ يُنفِقُونَ
أُوْلَئِكَ هُمُ الْمُؤْمِنُونَ حَقًّا
لَّهُمْ دَرَجَاتٌ عِندَ رَبِّهِمْ وَمَغْفِرَةٌ وَرِزْقٌ كَرِيمٌ *

نلتقي مع الصفات الموجبة للنصر،كما وردت في الآية الكريمة،
و هي على التوالي:
1- إذا ذكر الله وجلت قلوبهم
2- إذا تليت عليهم آياته زادتهم إيمانا
3- و على ربهم يتوكلون
4- يقيمون الصلاة
5- ومما رزقناهم ينفقون

بالإضافة إلى هاته الصفات الخمسة ،
إبتدأت سورة الانفال بثلاث براهين على الإيمان،
* فاتقوا الله ،
* و أصلحوا ذات بينكم ،
* و أطيعوا الله ورسوله ،
* إن كنتم مومنين.
و سنأخر الحديث عنها إلى ما بعد عرض
الصفات الخمسة الاولى بحول الله و قوته.
***
لن نخوض بك عزيزي القارئ في الإصطلاح
و عرض التفسيرات التي يمكنك أن تجدها في كتب التفسير،
و لكنها نظرات و خواطر أطرحها للعرض و التأمل ،
و لم لا للمناقشة.
من الملاحظ ان هاته الصفات المذكورة تعتبر من الأعمال
التي لا يقدر عليها المنافقون، فهي أمور بين الخالق و المخلوق،
تلفها السرية و الستر، و هي بذلك تتناسق مع صفة الإيمان
التي محلها القلب أولا ،حيث تعتمد على الإعتقاد.
و قد كان السلف يتعلمون الإيمان قبل القرآن،
نظرا لما يحدثه الإيمان في النفس من تغييرات
تجعل الإنسان مستعدا لكل ما يتبع من سلوكيات،
و أخلاقيات.
هاته الصفات يجب ان نعرفها اولا ثم نبحث عنها بدواخلنا ،
فمن وجدها فليحمد الله و ليحرص ألا يضيعها ،
و إلا فليحاول أن يوجدها، أو أن يكشف عنها
إن كانت كامنة قد لفها غبار الفتور.

الصفة الأولى:
إدا ذكر الله وجلت قلوبهم:
[b]إنها من صفات المؤمنين و من صفات المخبتين.
من هؤلاء الذين استحقوا أن يغيثهم الله تعالى ،
و يستجيب لدعواتهم؟ هل هم ملائكة؟ لا بل بشر مثلنا ،
غير أنهم آمنوا بالرسالة الخاتمة ،
و انضموا لصف الجهاد فجرى الإيمان فيهم، مجرى الدم دون عناء
و لا تكلف، و قد قرأت وصفا جميلا لأحد الدعاة،
حيث قال في المؤمنين حقا:
... رجال مؤمنون، ونساء مؤمنات .. مواطنهم كظواهر هم بل أجلى..
وسرائرهم كعلانيتهم بل أحلى .. وهمتهم عند الثريا بل أعلى ..
إن عُرفوا تنكَّروا .. تحبهم بقاع الأرض .. وتفرح بهم ملائكة
السماء. .
رجال قادهم صفاء سريرتهم إلى أن يتعلموا الإيمان قبل القرآن،
فصاروا عند سماعه تجل قلوبهم ،تهتز و ترتجف و تتحرك ،
قوم كانت قلوبهم متعلقة بالرحمن ، فلا تمر كلماته عليهم دون أثر،
بل تخفق لها القلوب و تستجيب لها الجوارح.
اليوم- كما تعلم - عزيزي القارئ صار الخشوع عصيا،
فأخرج له العلماء وصفات ، لرفع مؤشره الذي بات في نزول.
ترى كم فقدنا من الإيمان حتى بات قلبنا
لا يخشع و لا يوجل من خشية الله ؟
فإن كانت الجبال و الأحجار تخشع،
فهل صارت قلوبنا أقسى من الجبال و الأحجار؟
إن الله لا ينظر على صفاتنا ، و لكن ينظر إلى قلوبنا،
التي إذا صلحت صلح الجسد كله ،
و إذا فسدت فاقرأ على صاحبها السلام.
إن هاته الصفة التي ذكرت في المرتبة الاولى ،
واجب تواجدها في قلب المؤمن ،
فلينظر أحدنا إلى حال قلبه عند دكر الله
و ليختبر كل واحد مقدار وجله ،
لأن وجوده من عدمه يتحكم في استحقاق الغوث من رب العزة،
فلا يستحقه إلا كل مستشعر بعظمة الخالق و قدرته على الخلق.

جند الله الغالب


السلام عليكم
إن مسلم اليوم ينظر إلى الواقع متحسرا على ما آل إليه حال الأمة،
بعد ريادتها و صدارتها على الامم ،
و تحقيقها لإنجازات ساحقة في مدة وجيزة إبان بروزها ،
يعتصر القلب الغيورلمشاهد الإنحطاط و شواهده،
قتل و استعمار و دمار و هوان و استكانة و ضعف..
ومن حرقة القلب النابض بالإيمان تراه يصول و يجول بين التجارب
يقتفي سبل التغيير و النجاة ، فيخترع الحلول و يسطر البرامج ،
ثم يكتشف عدم جدواها، فيغرق في معترك و التبديل و التعديل.
حاله يوحي بقول الشاعر:
كالعيس في البيداء يقتلها الظمأ *** و الماء فوق ظهورها محمول
لا يدري أن هذا الكتاب المحفوظ من فوق سبع سموات ،
يحفظ مقومات النجاح و يضم بين دفتيه الخير المكنون
لدى الإنسان المسلم، و يطلب منه أن يخرج الطاقات المكنونة بداخله
و التي أودعها الله تعالى بين جنباته، حتى يتمكن من تحمل الأمانة
و قيادة البشرية إلى الخلاص.
إن المسلم يجد في القرآن المنهج الكامل ،و الدستور الشامل
للحياة الأمثل و الافضل و الأقوم في الدنيا و الآخرة،
ويستلهم من آياته الطريق الموصل للفلاح.
و لنأخد نموذجا لصفات الفئة المنتصرة، ذكرها الدكتور كمال المصري
في مقاله * بدر أولئك هم المؤمنون حقا * ،
دون أن يستفيض فيها - و هو قادر على ذلك - .
إنها آيات قليلة من سورة الانفال، جاءت بين آيات خلدت الأحداث الكبرى
لغزوة من أهم الغزوات التي أدارها الجيش الدولة الإسلامية في مهدها،
غزوة بدر الكبرى.
آيات جاءت بين حديث عن الحرب ، وصفت لنا من هم المؤمنون حقا،
من هم المستحقون للدعم و الرعاية و النصر.
يقول الله تعالى فيها:
بِسْمِ اللّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ
* يَسْأَلُونَكَ عَنِ الأَنفَالِ قُلِ الأَنفَالُ لِلّهِ وَالرَّسُولِ فَاتَّقُواْ اللّهَ وَأَصْلِحُواْ ذَاتَ بِيْنِكُمْ وَأَطِيعُواْ اللّهَ وَرَسُولَهُ إِن كُنتُم مُّؤْمِنِينَ إِنَّمَا الْمُؤْمِنُونَ الَّذِينَ إِذَا ذُكِرَ اللّهُ وَجِلَتْ قُلُوبُهُمْ وَإِذَا تُلِيَتْ عَلَيْهِمْ آيَاتُهُ زَادَتْهُمْ إِيمَانًا وَعَلَى رَبِّهِمْ يَتَوَكَّلُونَ الَّذِينَ يُقِيمُونَ الصَّلاَةَ وَمِمَّا رَزَقْنَاهُمْ يُنفِقُونَ أُوْلَئِكَ هُمُ الْمُؤْمِنُونَ حَقًّا لَّهُمْ دَرَجَاتٌ عِندَ رَبِّهِمْ وَمَغْفِرَةٌ وَرِزْقٌ كَرِيمٌ *
صدق الله العظيم
و قبل الشروع في عرض خواطري حول الموضوع، أنقل إليكم مقال الدكتور كمال المصري كما ورد


بدر.. "أولئك هم المؤمنون حقًّا"
د. كمال المصري
[b]غزوة بدر.. الغزوة الكبرى الأولى في تاريخ الإسلام.. من شارك فيها نال الحظوة والشرف.
والآيات التي نزلت في غزوة بدر عديدة، لكن ما يلفت الأنظار هو الآيات الأولى من سورة الأنفال
التي بدأها الله تعالى بتقرير مبدأ غنائم بدر "الأنفال" بأنها لله والرسول:
"يَسْأَلُونَكَ عَنِ الأَنفَالِ قُلِ الأَنفَالُ لِلهِ وَالرَّسُولِ فَاتَّقُوا اللهَ وَأَصْلِحُوا ذَاتَ بِيْنِكُمْ وَأَطِيعُوا اللهَ وَرَسُولَهُ إِن كُنتُم مُّؤْمِنِينَ" {1}.
ثم انتقل منها ليتحدث عن صفات "المؤمنون حقًّا":
"إِنَّمَا الْمُؤْمِنُونَ الَّذِينَ إِذَا ذُكِرَ اللهُ وَجِلَتْ قُلُوبُهُمْ وَإِذَا تُلِيَتْ عَلَيْهِمْ آيَاتُهُ زَادَتْهُمْ إِيمَانا وَعَلَى رَبِّهِمْ يَتَوَكَّلُونَ {2}
الَّذِينَ يُقِيمُونَ الصَّلاَةَ وَمِمَّا رَزَقْنَاهُمْ يُنفِقُونَ {3}
أُوْلَـئِكَ هُمُ الْمُؤْمِنُونَ حَقّا لَّهُمْ دَرَجَاتٌ عِندَ رَبِّهِمْ وَمَغْفِرَةٌ وَرِزْقٌ كَرِيمٌ".
وعاد بعدها مباشرة ودون تقديم أو تمهيد للحديث عن تلكم الغزوة وما حدث فيها:
"كَمَا أَخْرَجَكَ رَبُّكَ مِن بَيْتِكَ بِالْحَقِّ وَإِنَّ فَرِيقا مِّنَ الْمُؤْمِنِينَ لَكَارِهُونَ {5}
يُجَادِلُونَكَ فِي الْحَقِّ بَعْدَ مَا تَبَيَّنَ كَأَنَّمَا يُسَاقُونَ إِلَى الْمَوْتِ وَهُمْ يَنظُرُونَ {6}
وَإِذْ يَعِدُكُمُ اللهُ إِحْدَى الطَّائِفَتِيْنِ أَنَّهَا لَكُمْ وَتَوَدُّونَ أَنَّ غَيْرَ ذَاتِ الشَّوْكَةِ تَكُونُ
لَكُمْ وَيُرِيدُ اللهُ أَن يُحِقَّ الحَقَّ بِكَلِمَاتِهِ وَيَقْطَعَ دَابِرَ الْكَافِرِينَ" {7}...
إلى آخر الآيات. هذا الفصل بين أحداث الغزوة للحديث عن صفات المؤمنين،
ثم العودة مرة أخرى لاستكمال الأحداث وكأن شيئًا لم يكن،
هذا الفصل يجلب الانتباه، ويثير حفيظة العقل ليتفكر في أسبابه ومبرراته،
خاصة حينما يتعلق الأمر بالكتاب البليغ الذي لا يأتيه الباطل من بين يديه ولا من خلفه،
ويتساءل الإنسان: لماذا وضعت آيات صفات المؤمنين حقًّا هذه بين آيات أحداث بدر؟
ويزداد الذهن استفزازًا حين يسمع حديث النبي صلى الله عليه وسلم عن أهل بدرٍ قائلا:
"وما يدريك لعلَّ الله عزَّ وجلَّ اطَّلع على أهل بدرٍ فقال: اعملوا ما شئتم فقد غفرت لكم" متفقٌ عليه،
ويتساءل ثانية: لماذا أهل بدرٍ بالذات؟؟ فتكون الإجابة على السؤالين من فهم الآيات وسياقاتها:
إنهم "المؤمنون حقًّا"،
إنهم أهل بدر الذين أراد الله تعالى أن يصفهم لنا ويجلِّيهم،
إنهم الذين بلغوا ما بلغوا من نصرهم لدين الله تعالى وتأييده سبحانه لهم لأنهم "المؤمنون حقًّا"،
فنالوا ما يستحقونه من درجاتٍ ومغفرةٍ ورزقٍ. إن الله تعالى يضع لنا مواصفات جنده الغالبين،
يضعها في سياق الحديث عن غزوة هي الأهم في تاريخ الإسلام،
وهو ما جعل نبيَّ الله صلى الله عليه وسلم يدعو فيها بهذا الدعاء المؤثر الصادق الخلاب:
(اللهم أنجز لي ما وعدتني، اللهم آتِ ما وعدتني، اللهم إن تهلك هذه العصابة من أهل الإسلام لا تُعبَد في الأرض)،
فما زال يهتف بربه، مادًّا يديه، مستقبل القبلة، حتى سقط رداؤه عن منكبيه، فأتاه أبو بكر،
فأخذ رداءه فألقاه على منكبيه، ثم التزمه من ورائه وقال:
"يا نبي الله، كفاك مناشدتك ربك، فإنه سينجز لك ما وعدك" رواه مسلم.
يضعها ربنا سبحانه كي نفهم ونعي ونعرف كيف تحقق النصر؟ ولماذا تحقق النصر؟
فنتعلم أسس وقواعد جيل النصر المنشود. كل المسلمين اليوم يحملون في قلوبهم وعقوله
م مشاعر دافقةً نحو ما يجري هنا وهناك في بلاد الإسلام،
وكلنا نحتفظ في ذاكرتنا بمشاهد قاسية لاحتلال هذا البلد المسلم،
واستغلال خيرات ذلك البلد من أرض الإسلام،
وكلما مرت بنا ذكرى من ذكرياتنا المؤلمة الكثيرة نألم ونحزن وتدمع العيون والقلوب،
وتأخذنا هذه المشاعر إلى الإحساس بالمسئولية نحو ديننا، وبالواجب نحو إعادة مكانة الأمة وريادتها؛
فمنا من يكتفي بالألم والبكاء، ومنا من يفعل ويحاول قدر جهده،
ولكنها تبقى محاولاتٍ ينقصها استلهام سنن الله تعالى في الكون وآياته،
وتفتقر لأخذ العبرة من التاريخ، وتحتاج إلى دراسة أسباب وشروط النصر،
وتطلب "المؤمنون حقًّا". إننا نحتاج في ذكرى بدرٍ أن نحدد صفات هؤلاء "المؤمنون حقًّا"،
وأن نسعى لتشربها في قلوبنا وعقولنا، ولتطبيقها وتنفيذها في حياتنا،
وهذه الصفات واضحةٌ جليةٌ لو نعلم، إنها: - فَاتَّقُوا اللهَ - وَأَصْلِحُوا ذَاتَ بِيْنِكُمْ - وَأَطِيعُوا اللهَ وَرَسُولَهُ -
الَّذِينَ إِذَا ذُكِرَ اللهُ وَجِلَتْ قُلُوبُهُمْ - وَإِذَا تُلِيَتْ عَلَيْهِمْ آيَاتُهُ زَادَتْهُمْ إِيمَانا - وَعَلَى رَبِّهِمْ يَتَوَكَّلُونَ -
الَّذِينَ يُقِيمُونَ الصَّلاَةَ - وَمِمَّا رَزَقْنَاهُمْ يُنفِقُونَ
إننا حين نحقق ذلك نغدو:
"أُولَـئِكَ هُمُ الْمُؤْمِنُونَ حَقّا لَّهُمْ دَرَجَاتٌ عِندَ رَبِّهِمْ وَمَغْفِرَةٌ وَرِزْقٌ كَرِيمٌ"،
وحينئذ نستحق من الله تعالى المدد والعون:
"إِذْ تَسْتَغِيثُونَ رَبَّكُمْ فَاسْتَجَابَ لَكُمْ أَنِّي مُمِدُّكُم بِأَلْفٍ مِّنَ الْمَلائِكَةِ مُرْدِفِينَ {9}
وَمَا جَعَلَهُ اللهُ إِلاَّ بُشْرَى وَلِتَطْمَئِنَّ بِهِ قُلُوبُكُمْ وَمَا النَّصْرُ إِلاَّ مِنْ عِندِ اللهِ إِنَّ اللهَ عَزِيزٌ حَكِيمٌ {10}
إِذْ يُغَشِّيكُمُ النُّعَاسَ أَمَنَةً مِّنْهُ وَيُنَزِّلُ عَلَيْكُم مِّن السَّمَاء مَاء
لِّيُطَهِّرَكُم بِهِ وَيُذْهِبَ عَنكُمْ رِجْزَ الشَّيْطَانِ وَلِيَرْبِطَ عَلَى قُلُوبِكُمْ وَيُثَبِّتَ بِهِ الأَقْدَامَ {11}
إِذْ يُوحِي رَبُّكَ إِلَى الْمَلائِكَةِ أَنِّي مَعَكُمْ فَثَبِّتُوا الَّذِينَ آمَنُوا سَأُلْقِي فِي قُلُوبِ الَّذِينَ كَفَرُوا الرَّعْبَ
فَاضْرِبُوا فَوْقَ الأَعْنَاقِ وَاضْرِبُوا مِنْهُمْ كُلَّ بَنَانٍ{12}"
. الصفات واضحة.. ولكن أين من يطبق ويلتزم؟؟ إن الأمة تنتظر "المؤمنون حقًّا"
، فإذا جاءوا جاءت:
"وَمَا جَعَلَهُ اللهُ إِلاَّ بُشْرَى وَلِتَطْمَئِنَّ بِهِ قُلُوبُكُمْ وَمَا النَّصْرُ إِلاَّ مِنْ عِندِ اللهِ إِنَّ اللهَ عَزِيزٌ حَكِيمٌ".
لقد كانت بدرٌ (أُوْلَـئِكَ هُمُ الْمُؤْمِنُونَ حَقّا).. لنجعلها أمةَ (أُوْلَـئِكَ هُمُ الْمُؤْمِنُونَ حَقّا).

حق الجنين فى الاسلام

الحمد لله وكفى ، وسلام على عباده الذين اصطفى لاسيما عبده المصطفى وآله وصحبه الشرفا وبعد:


ليس من الغَرِيبِ أنْ تُنَظَّمَ المُحَاضرات والنَّدَوَات ، أو تُكْتَبَ الكُتُب حول موضوعِ حقوق الإنسانِ وضرورة الإهتمام بحقوق المرأة والطفل ، وحقه في الرضاعة والرعاية وضمان حياة سعيدة وما إلى ذلك ، لكن الغريب أن يهتم الباحثون بحقوق (الجَنِينِ) الذي لم يخرج بعد من رحم أمه ليشاركنا بكونه فرداً من أفراد مجتمعنا وله مثل ما لنا من حقوق ،
.وعليه مثل ما علينا من واجبات

ولا أعلم أحداً اهتم بهذه المسألة من قبل رسول الله صلى الله عليه وسلم ، وهذا ما تبين لي بعدما وقفت على حديثٍ من أحاديث النبي صلى الله عليه وسلم من صحيح الإمام مسلم رحمه الله ،
كتاب القسامة والمحاربين والقصاص والديات




1681
وحدثني أبو الطاهر حدثنا ابن وهب ح وحدثنا حرملة بن يحيى التجيبي أخبرنا ابن وهب أخبرني يونس عن ابن شهاب عن ابن المسيب وأبي سلمة بن عبد الرحمن أن أبا هريرة قال اقتتلت امرأتان من هذيل فرمت إحداهما الأخرى بحجر فقتلتها وما في بطنها فاختصموا إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فقضى رسول الله صلى الله عليه وسلم أن دية جنينها غرة عبد أو وليدة وقضى بدية المرأة على عاقلتها وورثها ولدها ومن معهم فقال حمل بن النابغة الهذلي يا رسول الله كيف أغرم من لا شرب ولا أكل ولا نطق ولا استهل فمثل ذلك يطل فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم إنما هذا من إخوان الكهان من أجل سجعه الذي سجع وحدثنا عبد بن حميد أخبرنا عبد الرزاق أخبرنا معمر عن الزهري عن أبي سلمة عن أبي هريرة قال اقتتلت امرأتان وساق الحديث بقصته ولم يذكر وورثها ولدها ومن معهم وقال فقال قائل كيف نعقل ولم يسم حمل بن مالك.





--------------------





قصة أضحكت الرسول



قصة أضحكت الرسول صلى الله عليه وآله وسلم


عن أنس رضي الله عنه قال : بينما رسول الله صلى الله عليه وسلم جالس إذ رأيناه

ضحك حتى بدت ثناياه فقال له عمر : ما أضحك يا رسول الله ؟




قال عليه أفضل السلام : رجلان من أمتي .. جثيا بين يدي الله فقال أحدهما :

يارب خذ لي مظلمتي من أخي



فقال الله تعالى : كيف تصنع بأخيك ولم يبقى من حسناته شيء



قال : إن ذلك ليوم عظيم يحتاج الناس ليحمل من أوزارهم




فقال الله عز وجل للطالب : أرفع بصرك فأنظر .

فرفع فقال : يارب أرى حدائق من ذهب مكللة باللؤلؤ... لأي نبي هذا ؟ أو لأي

صديق هذا ؟ أو لأي شهيد ؟؟



قال رب العزة : لمن أعطى الثمن ؟



قال : يارب ومن يملك ذلك ؟



قال سبحانه وتعالى : أنت تملكه



قال : بماذا ؟؟



قال سبحانه وتعالى : بعفوك عن أخيك




قال : يارب إني قد عفوت عنه



قال الله عز وجل فخذ بيد أخيك وأدخله الجنة




فقال رسول الله عليه الصلاة و السلام عن ذلك اتقوا الله وأصلحوا ذات بينكم ..

فإن الله يصلح بين المسلمين


همة تناطح الجبال


أنا إن عشت لست أعدم خبزا *** وإذا مت لست أعدم قبرا
همتّي همة الملوك ونفسي *** نفس حر ترى المذلة طفرا
السلام على أهل الهمة..
فهم صفوة الأمم...
وأهل المجد والكرم..
طالت بهم أرواحهم إلى مراقي الصعود... مطالع السعود... ومراتب الخلود
ومن أراد المعالي هان عليه كل هم.. لأنه لولا المشقة ساد الناس كلهم..
ونصوص الوحي تناديك... سارع ولا تلبث بناديك
وسابق ولا تمكث بواديك..
أمية بن خلف لما جلس مع الخلف أدركه التلف...
ولما سمع بلال بن رباح حي على الفلاح.. أصبح من أهل الصلاح
أطلب الأعلى دائما وما عليك...
فإن موسى لما اختصه الله بالكلام قال: *** رب أرني أنظر إليك ***
المجد لا يأتي هبة ... لكنه يحصل بالمناهبة .
فلما حمل الهدهد الرسالة، ذكر في سورة النمل بالبسالة.
نجحت النملة بالمثابرة، وطول المصابرة
تريد المجد ولا تجدّ...؟؟؟؟
تخطب المعالي وتناوم الليالي...؟؟؟
ترجوا الجنة وتفرط في السنة...؟؟؟
قام رسولنا صلى الله عليه وسلم حتى تفطرت قدماه...
وربط الحجر على بطنه من الجوع.. وهو العبد الأواه..
وأدميت عقباه بالحجارة.. وخاض بنفسه كل غارة..
يدعى أبو بكر من الأبواب الثمانية، لأن قلبه معلق بربه كل ثانية..
صرف للدين أقواله.. وأصلح بالهدى أفعاله.. وأقام بالحق أحواله..وأنفق في سبيل الله أمواله... وهاجر وترك عياله
لبس عمر المرقع.. وتأوّه من ذكر الموت وتوجع.. وأخذ الحيطة لدينه وتوقع..
عدل وصدق وتهجد،، وسأل الله أن يستشهد،، فرزقه الله الشهادة في المسجد..
عليك الجد إن الأمر جد *** وليس كما ظننت ولا وهمتا
وبادر فالليالي مسرعات *** وأنت بمقلة الحدثان نمت
اخرج من سرداب الأماني.. يا أسير الأغاني..
وانفض غبار الكسل, واهجر من عذل،، فكل من سار على الدرب وصل..
نسيت الآيات وأخّرت الصلوات..وأذهبت عمرك السهرات.. وتريد الجنات؟؟؟
ويلك!!
والله ما شبع النمل حتى جد في الطلب..
وما ساد الأسد حتى وثب..
وما أصاب السهم حتى خرج من القوس..
وما قطع السيف حتى صار أحد من الموس..
الحمامة تبني عشها..
والحمرة تنقل عشها..
والعنكبوت تهندس بيتها..
والضب يحفر مغارة...
والجرادة تبني عمارة..
وأنت لك مدة... ورأسك على المخدة..
في الحديث *** احرص على ما ينفعك ***
لأن ما ينفعك يرفعك...
*** المؤمن القوي خير وأحب إلى الله من المؤمن الضعيف ***
بالقوة يبنى القصر المنيف.. وينال المجد الشريف..
همة تنطح الثريا وعزم *** نبوي يزعزع الأجيال
صاحب الهمة ما يهمه الحرّ... ولا يخيفه القرّ... ولا يزعجه الضرّ.. ولا يقلقله المرّ
لأنه تدرع بالصبر.
صاحب الهمة يسبق الأمة.. إلى القمة

*** والسابقون السابقون أولئك المقربون ***
لأنهم على الصالحات مدبون في البر مجرّبون.
عمي بعض المحدثين من كثرة الرواية.. فما كلّ و لا ملّ حتى بلغ النهاية..
مشى أحمد بن حنبل من بغداد إلى صنعاء،، وأنت تفتر في حفظ دعاء.

سافر أحدهم إلى مصر..وغدوه شهر ورواحه شهر..في طلب حديث واحد..ليدرك به المجد الخالد.
ولولا المحنة..ما دعي أحمد إمام السنة.. ووصل بالجلد إلى المجد.
ووضع ابن تيمية في الزنزانة.. فبرز بالعلم زمانه.
واعلم أن الماء الراكد فاسد.. لأنه لم يسافر ولم يجاهد.

ولما جرى الماء.. صار مطلب الأحياء.
بقيت على سطح البحر الجيفة.. لأنها خفيفة..

وسافر الدرّ إلى قاع البحر.. فوضع من التكريم على النحر.

فكن رجلاً رجله في الثرى *** وهامة همته في الثريا

يا كثير الرقاد.. أما لنومك نفاد؟؟

سوف تدفع الثمن يا من غلبه الوسن..
تظن الحياة جلسة..وكبسة.. و لبسة..وخلسة؟؟

بل الحياة شريعة ودمعة..وركعة.. ومحاربة بدعة.

الله أمرنا بالعمل..لينظر عملنا وقال ** والذين جاهدوا فينا لنهدينهم سبلنا **

فالحياة عقيدة..وجهاد.. وصبر.. وجلاد..ونضال..وكفاح.. وبر.. وفلاح.

لا مكان في الحياة لأكول كسول..
و لا مقعد في حافلة الدنيا للمخذول..

ابدأ في طلب الأجر من الفجر.. بقراءة وذكر.. ودعاء وشكو.. لأنها انطلاق الطير من وكورها..

ولا تنسى: ** بارك الله لأمتي في بكورها **

العلم في حركة.. كأنه شركة..وقلبك خربة كأنه خشبة.
والطير يغرد.. والقمري ينشد.. والماء يتمتم.. والهواء يهمهم..والأسود تصول.. والبهائم تجول..وأنت جثة على الفراش؟؟ لا في أمر عبادة، ولا معاش؟؟

نائم هائم ..طروب لعوب كسول أكول.


و لا تقل الصبا فيه اتساع *** وفكر كم صبي قد دفنتا

تفرّ من الهجير وتتقيه *** فهلا من جهنم قد فررتا


أنت تفتر والملائكة لا يفترون..وتسأم العمل و المقربون لا يسأمون..

بم تدخل الجنة؟؟
هل طعنت في ذات الله بالأسنة؟؟
هل أوذيت في نصر السنة؟؟

فانفض عنك غبار الخمول..يا كسول.
فبلال العزيمة..أذن في أذنك فهل تسمع؟؟

وداع الخير دعاك فلماذا لا تسرع؟؟

*** يا أيها الذين ءامنوا استجيبوا لله ورسوله إذا دعاكم لما يحييكم ***

ولابد للهمم الملتهبة أن تنال مطلوبها..
ولابد للعزائم المتوثبة أن تدرك مرغوبها..
سنة لا تبدل.. وقضية لا تحوّل..

سوف تأتيك المعالي إن أتيت *** لا تقل سوف، عسى، أين، وليت

قل للمتخلفين اقعدوا مع الخالفين..لأن المنازل العالية والأماني الغالية.. تحتاج إلى همم موارّة..

و فتكات جبارة..لينال المجد بجدارة
وقل للكسول النائم.. والثقيل الهائم.. امسح النوم من عينيك،، واطرد الكرى من جفنيك,, فلن تنال من ماء العزة قطرة،، ولن ترى من نور العلى خطرة،، حتى تثب مع من وثب،، وتفعل ما يجب،، وتأتي بالسبب.

ألا فليهنأ أرباب الهمم.. بوصول القمم.
وليخسأ العاكغون على غفلاتهم في الحضيض،، فلن يشفع لهم عند ملوك الفضل نومهم العريض.

وقل لهؤلاء الراقدين: *** إنكم رضيتم بالقعود أول مرة فاقعدوا مع الخالفين ***

فهبوا إلى درجات الكمال... نساء ورجالا ودرّبوا على الفضيلة أطفالا..

*** انفروا خفافا وثقالا ***

--------------------